لم نكن نتصوّر أن يكون اهتمام الجزائريين كبيرا بالمصالحة التي تمت بمبادرة من القطريين بين رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة ونظيره روراوة مع زاهر على رأس الكرة المصرية سمير زاهر ظهر يوم الأربعاء المنقضي. إذ أن صدور الخبر صبيحة أمس عبر مختلف وسائل الإعلام الجزائرية لفت انتباه الجميع، وجعل منه الحدث دون منازع..
ففيما راحت بعض الأطراف تهلّل للمصالحة بين الرّجلين وتصفها بـ “الخطوة الجريئة من أجل إحداث الصلح بين البلدين والشعبين بعد الفتور الذي طبع العلاقات منذ حادثة الإعتداء على “الخضر” بالقاهرة يوم 12 نوفمبر من السنة الماضية”، راحت أطراف أخرى تصفها بـ “المصالحة الشخصية التي لا تعني الجزائر”، معتبرة أن “المصالحة تعني روراوة الذي يعد فردا من بين 36 مليون جزائري لا زالوا إلى حد الآن لم يهضموا ما قام به المصريون من إدعاءات وافتراءات وأكاذيب واعتداءات في حق رموز الثورة التحريرية”.
المؤيدون قلة ويعتبرون المصالحة انتصارا لروراوة
وحسب ما رصدناه من مواقف فإن فئة قليلة من الجزائريين فقط رحّبت للمصالحة بين روراوة وزاهر. حيث اعتبرت أن الرجل الأول على رأس اتحادية الكرة الجزائرية “انتصر مجدّدا على زاهر وأضاف له سقطة أخرى من سقطاته السابقة معه، لأن موافقة زاهر على المصالحة ومعانقته روراوة بالأحضان ومصافحته له بعد كل ما فعله به رئيس “الفاف” يعد انتصارا لهذا الأخير”.
المعارضون يطالبون باعتذار رسمي
غير أن الأغلبية الساحقة عارضت ما قام به رواروة الذي ما كان عليه (في نظرها) ليوافق على مبادرة الصلح، التي سعى ونجح في تجسيدها الأشقاء القطريون، ما لم يقدّم المصريون اعتذارا رسميا على ما اقترفوه من ذنوب وأخطاء وحماقات في حق الجزائر، بدءا بالاعتداء السافر الذي ذهب الوفد الجزائري ضحية له في القاهرة وافتراءاتهم بأن الطرف الجزائري هو من كسّر زجاج الحافلة، وصولا إلى كذبهم بأن الجزائريين هم من كانوا المعتدين في الخرطوم، فضلا عن الشتم والسب في حق رموزنا وشهدائنا.
زاهر هو من خطّط للإعتداء على الجزائر
وراح من يعارضون فعل روراوة، يعيبون عليه ملاقاته زاهر وجلوسه إلى جانبه على طاولة واحدة، وقبوله الصلح معه، “رغم أن زاهر هو من أشعل نار الفتنة بين البلدين يوم أمر “البلطجية” بزلزلة الأرض تحت أقدام لاعبينا بأمره “الإلترا” قائلا: “هم آتون، أريد منكم أن ترعبوهم وتزلزلوا الأرض تحت أقدامهم”، ورغم أنه أيضا هو من خطط لإعتداءات 12 نوفمبر التي تعرض لها لموشية ورفاقه، ورغم أنه من لفق تهما للجزائريين لا أساس لها من الصحة يوم زعم أن أنصارنا هم من كانوا المعتدين في السودان، متحدثا عن اعتداءات لا أساس لها من الصحة وهي التصريحات التي كانت الشرارة الأولى لشتم الجزائر ورموز ثورتها وشهدائها عبر دكاكين الفتنة.
“روراوة صالح لكن الجزائر ليس بعد”
وخلص معارضو خطوة روراوة في النهاية إلى أن هذه المصالحة لا تعني الجزائر ولا أفراد شعبها الذين يشجبون الفكرة ويرفضون أي صلح ما لم يقدّم المصريون اعتذارهم، معتبرين أن المصالحة تعني فردا واحدا في الجزائر وهو روراوة الذي يبقى حرا في قراره كأي شخص يتصالح مع من كانت له عداوة، لكن أن تقحم الجزائر وشعبها في المصالحة فهذا ما يرفضه معارضو الخطوة التي سعى من أجلها القطريون. ويبدو أن روراوة كان يعي ذلك جيدا بتأكيده أن المصالحة هي بين بينه وبين زاهر وبين “الفاف” والإتحاد المصري دون الإشارة إلى المصالحة الجزائرية المصرية لأن ذلك مستوى أعلى منه. كما أنه شدّد على أنه لا يمكنه أن يسامح من سبّ الشهداء ورموز الثورة والدولة وهو ما يعني أنه لم يضع جميع المصريين في سلّة واحدة وحدّد بالضبط من هم المصريون الذين لا يمكن التصالح معهم.