مسكين.. مسكين جيل الشباب اليوم، لم يعش زمن الرسالة الورقية، المعطّرة الملونة بألوان قوس قزح، ومزينة بزخارفِ عشق ٍوقلوبٍ ملتاعة، حنيناً وحرماناً والمكتوبة بمداد القلب وشوق الانتظار. مسكين هذا الجيل، تكاد ذاكرته تخلو تماماً من تلك الحميمية الدافئة التي كانت تمنحنا إياها كتابة الرسالة حيث طقساً ذو خصوصية ُفيه
الكثير من الوجد والشغف والجمال ، نسهر الليالي، نمحي ونحّك ونشطب، نضع الفاصلة والنقطة وإشارات التعجب والاستفهام ونخفي بين السطور ما نود قوله. نمزق حين يقتضي الأمر كرمى لعيون الحبيبة. نحرق أطراف الرسالة تعبيراً عن شدة العشق الملتهب.
اليوم فقدت الرسالة الورقية بريقها وربما اختفت تماماً من هذا الزمن ذو الإيقاع السريع بعد ظهور وسائل الاتصال الحديثة، حيث التكنولوجية المتقدمة لعالم الاتصالات عبر الأقمار الصناعية والهواتف النقالة التي تغطي كافة بقاع الأرض. يغلب الجانب العلمي على الرسائل الحديثة و ُيعتبر الإيميل والخليوي والفاكس والتلكس وسائل متطورة للتعبير عن أسلوب المخاطبة العصرية. حلت الرسائل القصيرة السريعة المكثفة sms لتعبر عن مشاعر العشاق وأحاسيسهم و تمشياً مع نبض الزمن السريع لم يعد لدى الشبان اليوم الوقت الكافي ليمنحهم الجلوس الطويل والتأمل العميق لكتابة الرسائل وتزويقها وتعطيرها لتأتي انعكاساً لتلك الانفعالات التي تأخذ مساحة واسعة من حياة الإنسان. لكن رسائل الخليوي أو الجوال لم تسطع أن تحل محل الرسائل الورقية من حيث القيمة المعنوية والمادية فهذه الأخيرة يمكن لها أن تدوم من خلال حفظها مئات السنين، بينما الرسائل القصيرة sms قد تُلتغى بسب فايروس أو غيره. إن للرسائل الورقية المكتوبة أهميتها رغم وجود بدائل عدديدة اليوم لأنها تعنى بتفاصيل الأمور، فمن خلال القلم والورقة يمكن لنا أن نعبر بشكل أصدق لما في دواخلنا، وعلى هذا الأساس يمكن أن نقول إنّ زمن الرسالة الورقية كان أجمل.
إن للرسائل التقليديه طعمٌ خاص بها لا يستطعمه إلا من يعرفها
أما المسجات .........عبر الموبايلات ........والإيميلات عبر البريد الإلكتروني
فأحسها جامده ........مُتخشبه لا تحمل ذاك الدفء والصدق الذي عهدناه
بالرسائل التقليديه التي كانت تعطي للغربه طعماً أخر إلى جانب طعم العذاب
والشوق كانت تضفي عليها جواً من الرومانسية التي افتقدنا إليها
وبالطبع هذا رأيي الخاص وهذا ما أحسه فهل هناك من يشاركني إحساسي؟؟