السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فاكهة وغذاء ودواء وشراب وحلوى وذات قيمة عالية
التمور.. أسرع المواد الغذائيةهضماً وامتصاصاً وإمداداً للجسم بالطاقة!!
الدكتور خالد بن ناصرالرضيمان
التمر فاكهة مباركة، اختارها الله تبارك وتعالى طعاماً لمريم البتولوقت مخاضها، فيقول في محكم آياته: {وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا} مريم ,25.
وأوصانا رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) أن نبدأ به فطورنا بعدالصيام، وهذه السنة النبوية المطهرة فيها إرشاد طبي وفوائد وحكم عظيمة.. فعن أنس - رضي الله عنه - «أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يفطر قبل أن يصلي على رطبات،فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من الماء».. رواه أبو داودوالترمذي.
عندما يبدأ الصائم في تناول إفطاره فإنه يحتاج في تلك اللحظات إلى مصدر طاقة سريع يدفع عنه الجوع ويصل بأسرع ما يمكن إلى المخ وسائر الأعضاء لإمدادهابالطاقة.. وأسرع المواد الغذائية في الهضم والامتصاص والإمداد بالطاقة هي السكريات،فالجسم يستطيع امتصاصها بسهولة خلال دقائق معدودة، خاصة لو كانت المعدة والأمعاءخالية كما هو الحال في الصيام وكانت تلك السكريات في الصورة الأحادية.
وإذاأمعنا النظر في نص الحديث الشريف السالف الذكر فإننا نجد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قدم الرطبات (والذي يحتوي على رطوبة تقدر بأكثر من 30٪ من وزنه الطازج) على التمرات (والذي يحتوي على رطوبة تقدر بأقل من 20٪ من وزنه الطازج) للصائم عندفطوره، خلافاً لأحاديث أخرى تقدم التمر عند التصبح بها (لقوله صلى الله عليه وسلم «من تصبح بسبع تمرات لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر» الحديث، وقوله صلى الله عليهوسلم «نعم سحور المؤمن التمر» رواه ابن حبان والبهيقي)، ولعل في ذلك رحمة من رسولالله (صلى الله عليه وسلم) بالمسلمين، فنوعية السكريات الغالبة بالرطب تختلف عن تلك الغالبة بالتمر.. وبصفة عامة فإن السكريات الموجودة في التمر أغلبها من نوعين السكريات الأحادية (الجلوكوز والفركتوز) والسكريات الثانية (السكروز).. وتعتبرالسكريات الأحادية الأسهل امتصاصاً والأسرع انتقالاً للدم مباشرة، ولا يستغرق امتصاص هذه النوعية من السكريات وانتقالها في الدم ووصولها إلى أعضاء الجسم المختلفة إلا دقائق معدودة.. أما السكريات الثنائية (السكروز) فيجب أن تمر بعملية كيميائية حيوية تتحول فيها هذه السكريات الثنائية إلى سكريات أحادية حتى يمكنها التحرك في الدم لتحقيق الغاية المطلوبة منها.. ومن البديهي أن الوقت اللازم لاستفادة الجسم من السكريات الثنائية أطول مقارنة بالسكريات الأحادية.
ويوضح لنا أن الرطبات تحتوي على نسبة عالية منالسكريات الأحادية فيكون تأثيرها أسرع بينما تحتوي ثمار التمر على نسبة عالية من السكريات الثنائية مما يتطلب وقتاً أطول لتحويلها عن طريق الهضم إلى سكريات أحاديةوهنا تجلت عظمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عندما طلب من المسلمين أن يكون فطورهم في شهر رمضان على رطبات، وصدق الله العظيم إذ يقول في محكم آياته {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} (4) سورة النجم.. ولعل الله تعالى قد أمر مريم أن تأكل رطبات وقت مخاضها لحاجتها السريعة للطاقة التي تعينها على عملية المخاض.
والتمر فاكهة وغذاء ودواء وشراب وحلوى، وتعتبر التمور من الأغذية ذات القيمة الغذائية العالية.. ويعد التمر غذاءً مثالياً كافياً للإنسان إذا ما أضفناإليه الحليب، وذلك لاحتوائه على المواد الغذائية الرئيسية مثل السكريات والأحماض العضوية والدهون والبروتينات والألياف الغذائية وغيرها، كما أنه يحتوي على كميةكبيرة من مضادات الأكسدة وأيضاً يحتوي على كميات لا بأس بها من الفيتامينات مثل فيتامين ج وفيتامين ء ومجموعة فيتامينات الافطار في رمضان
ومن العادات المحببة لدى المسلمين الإفطار على رطبات في شهر رمضان حيث تعطي الصائم جرعة مركزةمن الغذاء السريع الامتصاص تخفف من شعوره بالجوع وشراهته للأكل، كما تنشط العصارات الهضمية وتقي من الإمساك وتعدل الحموضة في المعدة وفي الدم، ولقد أظهرت الدراسات الاحصائية لعدد من الأسر السعودية في مناطق متفرقة من المملكة العربية السعودية أن المجتمع السعودي يفضل تناول الرطب عن البسر والتمر.
وأيضا من الفوائد الغذائية والعلاجية للرطب:
1- مقوى عام للجسم ويعالج فقر الدمويمنع اضطراب الأعصاب لما يحتويه من نسبة عالية من السكر والبوتاسيوم.
2- زيادة افراز الهرمونات التي تحفز افراز اللبن للمرضعة (مثل هرمون برو لاكتين) وذلك لما يحتويه من جليسي وثريونين.
3- يستخدم لعلاج حالات الإمساك المزمن لتنشيطه حركة الأمعاء ومرونتها بما تحتويه من ألياف سيليولوزية.
4-الوقايةمن السرطان: يعتبر التمر والرطب من أهم الأغذية التي تلعب دوراً وقائياً ضد مرض السرطان وذلك لما تحتويه من فينولات ومضادات أكسدة.
5-تنشيط الجهازالمناعي: إن التمر من أهم الأغذية الغنية في محتواها من المركبات التي تنشط الجهازالمناعي، فهي غنية في محتواها من مركب «بيتا 1 - 3 ذي جلوكان» ومن أهم فوائد هذاالمركب تنشيط الجهاز المناعي بالجسم وأيضا لها مقدرة على الاتحاد والإحاطة والتغليف للمواد الغريبة بالجسم. وكذلك يتعرف على مخلفات الخلايا المدمرة بالجسم نتيجةتعرضها للأشعة (مثل أشعة الحاسب الآلي أو أشعة اكس الطبية أو أشعة التليفون الجوال أو الأشعة فوق البنفسجية أو الأشعة المنبعثة من الرحلات الجوية) ويحتويها ويدمرها.
رئيس قسم إنتاج النبات ووقايته
كلية الزراعة والطب البيطري - جامعة القصيم